Web Toolbar by Wibiya tabibak online - الورقة الأولي

مراحل تكون الجنين

ماذا يحتوي موقعنا

إحصائية الموقع



الورقة الأولى:-

الشيخ عبد المجيد الزنداني

موضوع نفخ الروح في الجنين   من الموضوعات الدقيقة ذات الأهمية الطبية والشرعية ويسعدني أن أشارك في هذه الندوة بهذه الورقة .

أولا: قصتي مع علم الأجنة:

بداية دراستي وأبحاثي لعلم الأجنة كانت معتمدة أولاً على الكتاب والسنة من خلال دراسة آية وحديث، ثم أتسع البحث والدرس حتى قرأت ورجعت إلى حوالي عشرين تفسيراً، وخمسة من شروح الأحاديث، وأخر من كتب اللغة والمعاجم، وقابلت عدداً من علماء الشريعة المعاصرين الأحياء.

ثم فكرت بمقابلة ما توصلت إليه من حقائق شرعية على أكابر علماء العالم في علم الأجنة، وسمعت عن عالم اسمه(كيث مور)حيث اطلعت على أكثر من 34 فلماً كلها ترجع إلى هذا العالم فسألت عنه فقيل لي: إنه أبو علم الأجنة،ثم قابلته في كندا في الملتقى العلمي السعودي، وسألته عن حولي ثمانين سؤالا فأجابني عنها كلها فقلت له أنا ومن معي: أن كل ما ذكرته من خلال أجابتك هو موجود عندنا في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ثم جعلنا نقرأ عليه ونطلعه على الأحاديث ونناقشه حتى قال: هذا شيء مدهش ثم ذهب وقابلناه مرة ثانية، وسألناه عن أربعين سؤالاً وقبل إجابته قال: سوف ألقي محاضرة الآن أجيب عليها.

ثم بعد ذلك قدم إلى المملكة العربية السعودية حيث ألقى محاضرة عن مطابقة علم الأجنة للقرآن الكريم والسنة وهناك دهش الحاضرون بما قاله وقرره حيث قال:إن هذا العلم يشهد أنه لابد أن يكون من عند الله، وأن محمداً لابد أن يكون رسول الله.

وقد طلب مني البروفيسور كيث مور: أن اكتب له بحثاً (نبذة مختصرة) عن الإشارات القرآنية والنبوية حول علم الأجنة، ومقدمة ليضعها في الصفحة التاريخية وهي الآن موجودة في الطبعة الأخيرة ،ثم بعد ذلك طلبنا منه أن ينشر ما توصلنا إلية في مؤتمر عالمي فوافق على ذلك وأضافها إلى الصفحة العلمية -حوالي خمسين صفحة- وهي موجودة الآن ،وقد علمت أنه قد قدم ثلاث لقاءات علمية حول الأعجاز العلمي في القرآن والسنة في علم الأجنة في تلفزيون كندا.

ثانيا: قصة الجنين في بطن أمة:

كان الاعتقاد السائد في الجنين أنه يتكون من دم الحيض، وكان لعلماء الإسلام كالغزلي وابن تيمية وابن القيم رحمهم الله إسهام في الرد على هذا الاعتقاد الخاطئ ،وبعد اكتشاف المجاهر، وتقدم علم الإنسان، وصلوا إلي حقائق علمية موافقة لما في القرآن الكريم والسنة كما يلي:

قال الله تعالي: ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى﴾[القيامة:37] مع العلم بأن الأطباء في العصور الوسطى كانوا يتصورون أن الإنسان بخلق كاملا في الحيوان المنوي ثم يكبر في الرحم وبقى العلماء قرنا كاملا- طوال القرن السابع عشر- ثم تراجعوا، وقالوا: إنه يخلق كاملا في البويضة لأنها أكبر ولا دور للرجل إلا الشبه فقط .وفي منتصف القرن التاسع عشر تبين العلماء أن الإنسان يمر بأطوار معينة.

ولما قابلنا البروفيسور مارشال جونسون وقلنا له: إنكم اكتشفتم أن الجنين يمر بأطوار في منتصف القرن التاسع عشر، والقرآن أخبرنا بذلك منذ أربعة عشر قرناً، فقام وقال:

لا.. مستحيل…؟، ولما قرأنا له ما في القرآن جلس وتكلم معنا، وبعد حوار ومناقشة قال: ما بقي إلا أن أقول إن هذا العلم من عند الله.

ثم يقول الله تعالي: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ﴾[المؤمنون:12]، والسلالة: الخلاصة والمعنى خلاصته من طين، ولها معنى آخر أنها: السمكة الطويلة وهذا يشبه شكل الحيوان المنوي.

وقد اكتشف عالمان أمريكيان أن المادة الوحيدة التي تقبل الحياة في طور من أطوارها هي الطين، وقد قدم البر فسور مارشال جو نسون بحثا في ذلك في مؤتمر إسلام أباد.

ثم قال الله تعالي: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ﴾[المؤمنون:13]. القرار المكين: هو الرحم ،والنطفة :هي قطرة داخلها حيوان منوي،والنبي -صلى الله علية وسلم-

يقول:" يا يهودي ما من كل الماء يكون الولد".

ثالثاً: أطوار خلق الجنين:

والجنين في بطن الأم يمر بمراحل مختلفة وهي:

1ـ النطفة:وهي النطفة الأمشاج الخليط بين الحيوان المنوي وبويضة المرأة، وهذه تمشي إلى جسم الرحم وتلتصق بجداره وتنمو،وفي اليوم الثاني عشر تبدأ بداية صغيرة في بطانة الرحم وتبرز وتبدأ الزيادة في الرحم.

2ـ العلقة : في اليوم الثاني والعشرين يظهر هذا الطور، و يكون الجنين على شكل العلقة: الدودة الموجودة في الماء وتكون عالقة في جدار الرحم، وهذا الاسم أصدق لها في هذه المرحلة والمفسرون يقولون:"إن العلقة قطعة من الدم الجامد" والعلم أثبت أن عروق الدم وكريات الدم الحمراء تبدأ تتخلق وتكون محبوسة داخل الشعيرات الدموية، وفي اليوم الواحد والعشرين تتجمع هذه الدماء وتبدأ في الحركة حينما يبدأ القلب في خفقانه.

3ـ المضغة: تظهر في هذا الطور الكتل البدنية على هيئة أثر أسنان، وذلك في أواخر الشهر الأول حينما تبدأ خلايا الظهر بالنمو والزيادة وهذا الاسم (مضغة) مناسب للشكل والحجم حيث يكون طول الجنين 1سم2 ، وداخل المضغة تبدأ الأجهزة الداخلية مثل القلب والرئتين بالظهور حتى يصل الأربعين حيث ترى جميع الأجهزة وقد تخلقت ولكن هل هي في صورة إنسان أم لا؟ الواقع أنه ليس في صورة إنسان حيث أن أجزءاً لم تتخلق في سطحها مع تكون جميع الأجهزة الداخلية.
وهنا تكون المضغة نصفها مخلق والأخر غير مخلق هذا ما قرره علماء الأجنة وقد وافق ما قرره القرآن الكريم ﴿مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾[ الحج:5]، وفي الأسبوع السابع يبدأ الجسم بالبروز حيث تظهر العينان والفم وتتميز الأرجل والجذع و الرقبة وغيرها من الأعضاء، وهذا مصداق ما جاء في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن أسيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله علية وسلم- قال:" إذا مر بالنطفة اثنتان، وأربعين يوماً جاءها الملك فصورها وخلق سمعها وبصرها…" الحديث.
ورواية مسلم لحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله علية وسلم- قال:" إن أحدكم يجمع خلقة في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون علقه في ذلك مثل ذلك ثم يكون مضغة في ذلك مثل ذلك." مع العلم بأن قلب الجنين ينبض بعد 22يوماً من التلقيح، وهذا لا يعنى الحياة الإنسانية فإن الحياة موجودة حتى في الحيوان المنوي والبويضة قبل التلقيح إنما هذه الحياة حياة نباتية كما أشار إلى ذلك ابن القيم في التبيان في أقسام القرآن.

4ـ طور العظام: قال الله تعالي: ﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً ﴾ يبدأ طور العظام بعد المضغة كما هو في القرآن حيث تبدأ الكتل البدنية تنمو مكونة العظام.

5ـ طور اللحم: قال الله تعالي: ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً﴾، وينتهي كساء اللحم في الأسبوع الثامن وبهذا تنتهي مرحلة الجنين، وتبدأ مرحلة الحميل( fetus).

6ـالنشأة الأخرى: قال تعالي: ﴿ ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ﴾، ويكون ذلك بعد تكون اللحم على العظم، وفي الشهر السادس يصبح الإنسان قادراً على الاستقلال عن أمه إذا خرج حيث تتكون في الشهر السادس الأسناخ الرئوية، ويستطيع الجنين أن يتنفس مستقلا عن أمة، وبعد ذلك يكون دور الرحم دور الحضانة فقط.

متى ينفخ في الروح؟

الروح أمر لا نعلم عنه إلا القليل فقد قال الله تعالي: ﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾[الإسراء:85]، والوحي هو الطريق اليقين لمعرفة ما يتعلق بالروح، وقد جاءت النصوص في الكتاب والسنة تفيد أن نفخ الروح يكون بعد تكوين العظام وكسائها باللحم أي بعد نهاية الشهر الثاني كما قال تعالي: ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ﴾. والنشأة خلقاً آخر هي مرحلة نفخ الروح كما قال جمهور المفسرين، وجاء في الأحاديث أن نفخ الروح يكون بعد خلق اللحم والعظم والسمع والبصر والجلد وأعضاء التذكير أو التأنيث، وهذا يكون بعد الشهر الثالث، ويمكن الاستدلال بأن علامة وجود الروح تعرف بظاهرة النوم واليقظة كما قال تعالي: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾[ الزمر:42]، ويقرر علماء الأجنة أن النوم واليقظة تحدث بعد نهاية الشهر الثالث.

كما يمكن الاستدلال على وجود الروح بالحركات الإرادية التي تكون بعد مئة وعشرين يوماً.
والله أعلــم.