لتطور العلمي ودوره في الكشف عن التشوهات الخلقية للجنين
التطور والتقدم العلمي في العقد الأخير دفع عجلة التشخيص في جميع المجالات، خاصة في مجال الطب إلى الأمام. ففي مجال الموجات فوق الصوتية حدثت ثورة كبيرة بتجسيد صورة حية ثلاثية البعد ومباشرة لحياة الجنين داخل رحم الأم الحامل؛ مما يساعد كثيرا في إعطاء دراسة تفصيلية لأعضاء الجنين أثناء تخلقه والكشف عن التشوهات الجنينية الخلقية أو المكتسبة بشكل مبكر.
تشخيص سليم وعلاج مبكر
التقنية الجديدة تساعد على دراسة ومتابعة الأمهات الحوامل اللواتي يشتكين من إسقاطات متكررة أو حمل مشوه في السابق أو نتيجة تعاطي الأم دون علمها لأدوية مشوهة للجنين، وكذلك تعرضها لخطر الإشعاع بكل أنواعه، أو لوجود تشوهات رحمية لدى الأم قبل الحمل كالرحم ذي القرنين؛ مما يمكننا من دراسة الأم والجنين على حد سواء، وتحديد نوع المرض لتشخيص سليم والعلاج المبكر.
وهذا التطور أسهم كثيرا في دراسة الأوعية الدموية بشكل مفصل ودقيق ودون تعريض المريض للتصوير الوعائي أو القسطرة الشريانية.
دراسة مفصلة لأوعية الجنين الشريانية والدماغية
من بين تلك الدراسات المهمة التي ساعد فيها هي دراسة مفصلة لأوعية الجنين الشريانية والوريدية كالشريان والوريد السري والأوعية الدماغية؛ مما ساعدنا كثيرا في تحديد وجود تألم جنيني داخل الرحم وتحديد مدى الخطورة على حياته من خلال دراسة تفصيلية للدوران الدموي في الحبل السري وفي الشريان المخي المتوسط لدى الجنين، كذلك معرفة توضع الحبل السري والمشيمة بالنسبة للجنين للتشخيص المبكر لوجود أو احتمالية التعرض لالتفاف حبل السرر حول عنق الجنين أثناء الولادة.
حياة أفضل للأم والمولود
الأمل المرجو من التطور العلمي هو الاستفادة القصوى في تحقيق حياة أفضل للأم والجنين بالفحص المنتظم الدوري لدى الطبيب المولد منذ بداية الحمل وحتى تمام الولادة؛ للقفز خارج دائرة الجهل الطبي ولوضع أسس علمية نستفيد منها.
د. إنصاف الأحمد
طبيبة النساء والولادة